تقارير

معتقل “جبل سركاب”.. باستيل “الانقاذ الجديدة”

قتل مستمر لرافضي الحرب وقوى الثورة.. وتعذيب وحشي بالمطارق والمديات الملتهبة

خرطوم هايلايت

 

منذ بدايات الحرب الوحشية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ذاع صيت معتقل جبل سركاب سئ السمعة، والذي قتل فيه بوحشية مفرطة، عناصر من لجان المقاومة وقوى قورة ديسمبر المجيدة، ليصبح المعتقل نموذجاً حياً لمحاولات فلول النظام البائد “نظام الثلاثين من يونيو 1989م، وخلاياهم الأمنية الدموية” لتصفية الثورة وقواها الحية، مستخدمين حرب 15 ابريل ستاراً لعودة عهود القهر والظلام، لإنتاج نظام القمع و التقتيل.

جبل سركاب، يقع قرب قاعدة “وادي سيدنا” العسكرية التابعة للجيش السوداني شمال مدينة أم درمان، ويضم آلاف المعتقلين من المدنيين الذين يتم القبض عليهم من مناطق سيطرة الجيش بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع، وفق مصادر حقوقية متعددة.

المعتقل الذي أكدت مصادر حقوقية عديدة، بشاعة و وحشية التعامل داخله، تستخدم فيه “المطارق” والمديات الملتهبة، و قطع الحديد الساخنة،  لتعذيب المعتقلين، و سالت فيه الدماء الغزيرة من عناصر قوى الثورة، حتى أن كثيرون منهم أسلموا الروح بارئها بعد معاناة عالية جراء التعذيب الوحشي في زنازين “باستيل العصر” معتقل سركاب.

و أكدت المجموعة الحقوقية السودانية “محامو الطوارئ” أن عشرات المعتقلين من قوى الثورة نقلتهم الخلية الأمنية بالخرطوم الى معتقل جبل سركاب، لتمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب، مستخدمة “التهمة الجاهزة لتصفية رافضي الحرب” بدمغهم بالتعاون مع الدعم السريع، ولفتت في بيان أن اعتقالات ممنهجة بحق المواطنين تحدث من الخلية الأمنية، وعوضاً عن نقلهم لأقسام الشرطة و اتباع النهج القانوني الطبيعي و اخضاعهم لمحاكمات، يحالوا الى معتقل جبل سركاب، لتعذيبهم، في افتقار لأبسط مقومات حقوق الانسان ومعايير العدالة .

بدورها قالت مصادر محلية بضاحية الصحافة بمحلية الخرطوم لـ”خرطوم هايلايت” أن الخلية الأمنية “صفت” الشاب ميرغني بهاء الدين، بعد اتعقاله لاربع أيام، و رجحت أنها نقلت الشهيد الى معتقل جبل سركاب حيث عوذب هناك ولقي حتفه لاحقاً، كما قال مصدر -طلب حجب اسمه لأسباب أمنبة- أن الخلية هددت سكان المنطقة وتوعدتهم حال الحديث عن ملابسات الاعتقال والوفاة.

وكانت لجان مقاومة الفتيحاب بام درمان أتهمت وبشكل واضح استخبارات الجيش باغتيال عضو اللجنة خالد الزبير المعروف بـ”ST” وقالت اللجنة أن الشهيد قتل داخل معتقلات الاستخبارات، ويرجح أيضاً أن معتقل جبل سركاب الوحشي كان محطته الأخيرة، مع تأكيدات لحقوقيين بأن عشرات النشطاء السياسيين المعارضين لعودة النظام البائد قتلوا هناك تحت ستار الحرب الوحشية.

وقبل نحو 10 ايام كشفت لجان احياء بحري عن اعتقال “عبادة” أحد سكان الخرطوم بحري، رغم أنه استنفر مبكراً مع قوات الجيش، الا أن مساندته لقضية “الاتهام الباطل” للشابة يواء بالتعاون مع الدعم السريع، وضعته امام مليشيات الاسلاميين كمطلوب للاعتقال، لخلافه مع اتهاماتهم “الملفقة”.

وفي تقرير كتبته الحقوقية الاستاذة رحاب مبارك، فإن أكثر من 1500 شخص قتلوا داخل معتقل سركاب نتيجة التعذيب ونقص الرعاية الصحية والجوع.

و قطع “محامو الطوارئ” بأن مجموعة الخلية الامنية تعمل كأداة قمع وترهيب لصالح الجيش، تحت سمع وبصر السلطات القضائية، وقال حقوقيون لـ”خرطوم هايلايت” أن السلطة القضائية “غير برئية من تهمة التواطؤ مع الخلية الأمنية” و تتحمل المسؤولية الكاملة عن كثير من الانتهاكات لتماشيها مع “بلاغات ملفقة” وغض الطرف عن ممارسات “ضباط أمن سابقون” يعتقلون ويعذبون المواطنين بالشبهات، وفي مرات عديدة “بناءً على ضغائن شخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى